المساعد الافتراضي Virtual Assistant أم الشات بوت Chatbot ، أيهما يجب أن نراهن عليه؟
استخدام الشات بوت و المساعد الافتراضي يزداد انتشارًا مع لجوء المزيد من الشركات لأتمتة أعمالها بشكل أكبر.
لكن ربما تسأل نفسك، أيهما تحتاج شركتي للاستثمار فيه، الشات بوتس أم المساعدين الافتراضيين؟
وهل هناك اختلاف كبير يهم عملائي؟
إليك كيفية اكتشاف التقنية الأفضل لشركتك.
بداية من المساعد الافتراضي Siri الخاص بآبل عام 2011 ، وصولاً إلى الآن، حدث الكثير فيما يتعلق بالحلول التي تقدمها البوتات للبشر حتى وصلت إلى إمكانية التحدث إليها وأن توفر لنا الإجابات الدقيقة على أسئلتنا.
خلال تلك السنوات ظهر الكثير من المنافسين لـ Siri مثل بوت Alexa الخاص بأمازون، و Snatch Bot وغيرهم من الروبوتات التي غيرت طريقة تفاعلنا وتفكيرنا في دور الروبوتات في حياتنا، وكيف يمكن أن تساعدنا في أعمالنا.
اليوم بات لدى آلاف الشركات شات بوتس Chatbots تساعد فرقها على تلبية احتياجات العملاء والمستخدمين، وظهرت المزيد من نقاط التفاعل بين المستخدمين والبوتات وخلق ذلك أسئلة كثيرة عن حدود المساعدة التي يمكن أن تقدمها لنا البوتات لتحقيق المزيد من الأتمتة.
الشات بوت أم المساعد الافتراضي ، ما الفرق؟
بالعودة إلى عام 2011 ، كان لدى آبل هدف رئيسي من تطوير المساعد الافتراضي Siri ألا وهو أن يكون لدى المستخدمين مساعد يمكنه الإجابة على أسئلتهم ومساعدتهم في أعمالهم اليومية.
خلال السنوات اللاحقة استطاع Siri أن يصبح في تكامل مع تطبيقات أخرى على هواتف آبل ومع أجهزة المنزل الذكية، حيث أصبح بإمكانه التحكم في الإضاءة، والتلفاز، وجدولة المواعيد، وتذكير المستخدم بمواعيده، واستخدامه في السيارات وغيرها.
لكن ظل لدى Siri نقاط ضعف حاله حال الكثير من المساعدين الافتراضيين، وهي أن الكثير من الناس ليس لديهم فكرة عن الخصائص التي يقدمها المساعد لهم. كما أن هناك استخدامات لا يزال لدى Siri صعوبات في تلبيتها للمستخدمين.
مثلا إذا سألت المساعد الافتراضي عن أفضل متجر للبيتزا أو أفضل نوع يمكن أن تشتريه في منطقتك، فسوف يكتفي بإظهار قائمة بالمحال المجاورة لك بالكامل، دون ترشيح أنوع معينة مثلا، وهو أمر يتطلب من المستخدم المزيد م البحث.
الشات بوتس قدمت مفهوم آخر لتفاعل الروبوتات والإنسان.
أصبح لديها فهم أعمق لما نبحث عنه، وبإمكانها تقديم إجابات سريعة ومباشرة للمستخدم، دون الكثير من الانتظار، وبدون احتياج المستخدم للبحث بنفسه أو إلى المزيد من الوقت.
اقرأ أيضًا : ربط حملاتك الإعلانية على الفيس بوك مع ماسنجر شات بوت بإمكانه تقليل تكلفة النقرة إلى النصف
ما هي الاختلافات الأساسية بين الشات بوت و المساعد الافتراضي ؟
– الشات بوت Chatbot لديها القدرة على الإجابة على تسلسل من الأسئلة وطرح خيارات للمستخدم للاختيار فيما بينها، ومع تطور الذكاء الاصطناعي أصبح بإمكانها فهم اللغة العامية للمستخدم من خلال تقنية معالجة اللغة الطبيعية NLP.
وهو الأمر الذي يجعلها بمثابة صديق المستخدم الذي يفهم لغته ويقدم له الاقتراحات ويعرف تفضيلاته.
– المساعد الافتراضي يتميز بكونه لديه القدرة على إجابة الأسئلة العشوائية للمستخدم، حتى لو لم تكن في سياق واضح أو تسلسل من الأسئلة، وذلك بعكس الشات بوتس Chatbots وهو ما يجعلها عملية بدرجة أكبر في الحياة العملية لكونها قادرة على التعامل مع أسئلة متنوعة في آن واحد.
– الشركات لديها التحكم والسيطرة الكاملة على أداء الشات بوت ، وما يُرسله للمستخدم، كما أن تحديثه لا يحتاج إلى الكثير من العمل بعكس المساعد الافتراضي.
على مدار السنوات الخمسة الماضية، استطاعت الشات بوتس أن تكتسب المزيد من القدرات وأن تقوم بالتعامل مع طلبات أكثر للمستخدم، وتكون قادرة على مساعدته في أمور مختلفة، وحفظ أوامره بشكل فوري، وهو ما يوفر على المستخدم الوقت والجهد.
ذهب المعنيون بهذه التقنيات إلى أن المساعدين الافتراضيين لديهم القدرة على التعامل مع أمور الإدارة والجدولة والمواعيد والمساعدة في الأعمال المنزلية.
في حين أن الشات بوتس Chatbots تستطيع معنية بالأمور التنفيذية أكثر، مثل حجز الطعام، والمواعيد، وحفظ الطلبات، والتعامل مع عدد كبير من الطلبات بدلاً عن الموظفين.
أوضحت أزمة وباء كورونا الاخيرة حجم الاحتياج للشات بوتس وإمكانياتها في نشر المعلومات ومساعدة الناس في طلب المنتجات من خلال إمكانية انشاء متجر على الماسنجر من خلال الشات بوتس Chatbots .
قدرة الشات بوتس Chatbots في الأزمات
والأرقام الأخيرة تساعد فقط على تعزيز وإثبات قيمة الشات بوتس.
أبلغت شركة IBM عن زيادة بنسبة 40 ٪ في حركة المرور إلى Watson Assistant من فبراير إلى أبريل من هذا العام.
كما وصلت خدمة التنبيه الصحي لمنظمة الصحة العالمية إلى أكثر من 12 مليون شخص عبر WhatsApp ، مع زيادة إجمالي الرسائل عبر Facebook بنسبة تزيد عن 50٪ ، وبلغ عدد زوار برنامج الدردشة الخاص بـ COVID التابع لـ SnatchBot مليوني زائر في غضون أيام.
بالمقارنة مع السابق، أصبح لدى الشات بوتس قدرة على التعامل مع تنوع أكبر من الطلبات، وتقديم معلومات دقيقة.
هناك شركات طيران وسياحة راهنت على العمل من خلال الشات بوتس Chatbots للتعامل مع متطلبات عملائها، معتمدة على تقنية تحري وتدقيق اللغة التي يستخدمها المستخدم من خلال الذكاء الاصطناعي .
ساعد هذا الأمر شركات كانت تعتمد بالكامل على الموظفين، على أن تتحمل البوتات أكثر من 20% من الطلبات.
لاحظ حجم حركة الاستثمار في انشاء شات بوتس ذكية وكيف أن الكثير من الشركات العملاقة بدأت في إتخاذ هذا الأمر على محمل الجد.
فيس بوك أعلنت عن نيتها إطلاق البوت الخاص بها، وذلك على خطى جوجل.
هذا الأمر يعكس كيف أن الأفق التي يقدمها الشات بوت من حيث المرونة وإمكانية أداء أدوار مختلفة، في طريقها للتفوق على المساعد الافتراضي ، أو أي تقنية ذكاء اصطناعي أخرى.
الباحثون في فيس بوك يرون أنه يمكن أن يتم استخدام شات بوتس الذكاء الاصطناعي وتدريبها في مجتمعات بعينها لاختبار مدى قدرتها على التطور، والتعرف على الوجوه والأشياء مثل الملابس والأثاث، وهو ما يوسع من استخدامها على نطاق عملاق، مع تقديم الإجابات التي يبحث عنها المستخدمين بشكل فائق الكفاءة.
اقرأ أيضًا : الشات بوتس VS تطبيقات الهاتف، من يربح السباق؟
تلخيصًا
يرى الكثير من الخبراء التقنيين أن الرهان على الشات بوتس ربما يكون هو الخيار الرابح خلال السنوات المقبلة.
الشات بوتس بعد الأزمة الأخيرة أوضحت أنها سوف تكون جزء أساسي من حياتنا خلال السنوات المقبلة، وأن الشركات التي سوف تستثمر لتمتلك شات بوتس Chatbots أكثر ذكاءًا سوف تكون أكثر قدرة على توفير تجربة خدمة أفضل للمستخدم، تُسهل عليه حياته.
الميزة في شات بوتس الذكاء الاصطناعي أنها تتطور في أدائها من خلال التعامل مع المستخدمين، والتحسن في فهم اللغة العامية والأسئلة التي يطرحها المستخدمون عليها.
لذلك ترى الكثير من الشركات ومن بينها الـ فيس بوك من خلال فريق أبحاثها، أن الاستثمار في شات بوتس ذكية الآن، يمكن أن يوفر ميزة قوية لأي شركة أيًا كان مجال عملها، ويمنحها القدرة على تقديم أداء أكثر كفاءة لمستخدميها خلال السنوات المقبلة.
كلما ازدادت الشات بوتس ذكاءًا كلما كان الاستثمار فيها أمرًا مربحًا في المستقبل القريب.
حيث أنه كلما ازدادت إمكانيات الشات بوتس، ازداد حجم المساعدة التي يمكن أن تقدمها للمستخدم، وبالتالي يمكن للشركات تطوير شات بوتس Chatbots مختلفة لأغراض مختلفة، وهو ما سيلقى قبولاً مع زيادة الطلب على تلك التقنية خلال السنوات المقبلة.